سيارة ذاتية القيادة بتكنولوجيا حديثه
ولم تعد الوظيفة الأساسية للسيارة بوصفها أداة تنقل هي الهم الوحيد لمصنعي السيارات اليوم، بل يسعى هؤلاء في سياق توظيف التكنولوجيا لتطوير أسلوب الحياة العصري المرفه، وجعلها آلة للتنقل الذكي تركز على الأداء والراحة والأمان وتمكن من تخفيض التوتر الناتج عن الانتقال اليومي. وستساهم سيارات المستقبل في توفير أقصى درجات الراحة والرفاهية والأمان والتقليل من مخاطر استعمال الطرقات مع الحد من التلوث البيئي.
ومن أهم التقنيات المطروحة في هذا المجال ربط السيارات ببعضها بعضا في شبكة إنترنت الأشياء وبالمنظومات المعلوماتية الخاصة بالطرقات، مما يمكن حاسوب السيارة من تلقي المعلومات عن النقاط المزدحمة في الطرقات واقتراح مسارات بديلة لتجنبها.
كما سيتم دمج وظائف الهواتف الذكية في سيارات المستقبل. وتسيطر حاليا كل من شركة غوغل بفضل نظام “أندرويد أوتو” وشركة أبل بنظام “كاربلاي” على السوق. وتعطي هذه الأنظمة القدرة لتطبيقات الهاتف الذكي على السيطرة على وسائل الترفيه أو الملاحة على شاشة السيارة، بالإضافة إلى دمج خدمات الرسائل النصية والمكالمات، مما يتيح لقائدها استخدامها بأمان.
القيادة الذاتية
كما تعد ميزة القيادة الذاتية إحدى أبرز مميزات السيارات في المستقبل، وهي تقنية تعتمد على استخدام مجموعة من أجهزة الاستشعار وأجهزة الحاسوب للتنقل في الشوارع دون سائق يجلس خلف عجلة القيادة.
ورغم ارتباط هذه التقنية بشركة غوغل التي تعمل منذ سنوات عديدة على تجربة سيارة ذاتية القيادة، فإن الكثير من شركات صنع السيارات اختبرت بالفعل منظومات الحركة الذاتية مثل منظومة “المساعدة عند الزحام المروري” التي تتولى فيها السيارة مهمة التحكم في المكابح، وتوجيه عجلة القيادة خلال الزحام المروري، ومنظومات التحكم الملاحي والاصطفاف الذاتي والحفاظ على المسار في الطريق.
وقد كشفت مؤخرا شركة نيسان عن سيارتها الذاتية القيادة من نوع “آي دي أس”، كما عرضت شركة “بي أم دبليو” بمناسبة مرور مئة عام على تأسيسها، سيارة تجريبية ذاتية القيادة من نوع “ذا فيجن نكست 100”.
وستساهم أنظمة القيادة الذاتية -والذكية كذلك- في تفادي نسبة هامة من الحوادث على الطريق بفضل استبعاد العنصر البشري الذي يقف وراء نسبة هامة منها بسبب الإرهاق أو عدم الانتباه أو النعاس. كما ستساعد القيادة الآلية للسيارة في ترشيد استهلاك الطاقة وخفض الاستهلاك بنسبة تصل إلى 15%.
السلامة والأمان
ويقول مهندسو سيارات إن السيارات ستكون مجهزة برادارات لتجنب الاصطدام وتنبه السائقين الذين يفقدون تركيزهم بسبب النعاس أو التعب، هما من أهم أسباب حوادث السيارات. وستزود السيارات بأنظمة تحدث اهتزازات خفيفة في المقعد أو حزام الأمان أو دواسة السيارة يمكن أن تنبه السائق في المواقف الخطرة. ومن المتوقع أن تتوفر هذه الخاصية في جميع السيارات بحلول عام 2020.
ومنتظر كذلك في مجال السلامة أن تجهز السيارات بوسائل للتقليل من الخسائر إلى أدنى حد ممكن عند التعرض للمخاطر من ذلك التقنية الجديدة للوسائد الهوائية التي طرحتها شركة “تي آر دبليو” الأميركية التي تعتمد على الرادارات الموزعة على جوانب السيارة وتعمل على توقع الخطر قبل وقوعه وإطلاق الوسائد إلى الخارج في اتجاه السيارة القادمة، وستساعد هذه التقنية على تقليل الضرر في الحوادث القوية وتجنب الضرر بشكل كامل في حوادث السير البسيطة.
الطاقة النظيفة
ستكون سيارة المستقبل كذلك صديقة للبيئة لتستجيب لأحد أهم المشاغل التي تؤرق الإنسانية ألا وهو المحافظة على بيئة نظيفة والحد من مصادر التلوث الذي تساهم فيه حاليا وسائل النقل بنسبة هامة. وستحل المحركات الكهربائية والمستعملة للوقود النظيف تدريجيا محل تلك المستعملة لمشتقات النفط.
وتعد سيارة “ميراي” التي صنعتها شركة تويوتا وتعمل بالهيدروجين, إحدى هذه السيارات النظيفة وقد تم تسويقها في اليابان والولايات المتحدة، ومن المنتظر أن يتم تسويقها قريبا في أوروبا. وتحمل السيارة خزانين من الهيدروجين وبطارية تنتج تيارا كهربائيا بمجرد ملامسة الهيدروجين لأكسجين الهواء لتشغيل المحرك.
وبإمكان هذه البطارية أن تؤمن الطاقة الكافية لقطع مسافة 500 كلم قبل شحنها من جديد الذي لا يستغرق أكثر من ثلاث دقائق. لكن عدد محطات التزود بهيدروجين ما زالت محدودة، فهي لا تتجاوز 100 باليابان و50 في ألمانيا و68 محطة بولاية كاليفورنيا الأميركية.
لكن ورغم الثقل الكبير الذي تلقيه شركات التقنية لتطوير سيارات المستقبل، فما زالت العديد من المشكلات تقف في طريق السيارة الذكية والنظيفة، أهمها السعر الذي من المتوقع أن يكون مرتفعا مقارنة بالسيارات التقليدية بسبب تكلفة التجهيزات الذكية التي ستكون على متنها، فضلا عن تطوير قوانين السير لتتكيف مع التطور التقني المتمثل في القيادة الذاتية وتحديد المسؤوليات
احمد الشريعي