اخبار

ناسا: المركبة الفضائية برسفيرنس تهبط على كوكب المريخ بنجاح بحثاً عن حياة قديمة

هبطت المركبة الفضائية، والمعروفة بأسم الروبوت الجوّال (برسفيرنس) على سطح المريخ بعد رحلة فضائية استمرّت سبعة أشهر، بحثاً عن أي دليل لوجود حياة سابقة على كوكب المريخ، وفقاً لما أعنته وكالة الفضاء الأميركية ناسا.

تأكيد الهبوط

قالت المسؤولة عن مراقبة العمليات في ناسا سواتي موهان إنّ “الهبوط تأكّد!”، في عبارة كانت كافية لينفجر فرحاً العاملون في غرفة التحكّم في مختبر Jet Propulsion في باسادينا بولاية كاليفورنيا الأميركية.

وحطّت المركبة الضخمة في فوهة جيزيرو التي يعتقد العلماء أنّها كانت تحتوي على بحيرة قبل 3.5 مليار سنة والتي تعتبر أخطر موقع هبوط على الإطلاق بسبب تضاريسه.

وتكلفت مهمة وصول الروبوت الجوال إلى كوكب المريخ نحو 2.7 مليار دولار، والغرض الأساسي من المهمة هو البحث عن علامات على كائنات ميكروبية ربما نمت على الكوكب الأحمر قبل مليارات السنين، عندما كان الكوكب أكثر دفئا ورطوبة وربما أكثر قابلية للحياة عليه.

والمركبة الفضائية برسفيرنس مجهزه بذراع آلية يفوق طولها المترين إضافة إلى 19 كاميرا، وميكروفونان للتمكن من تسجيل الصوت على المريخ للمرة الأولى، كما أنها مصممة لاستخلاص عينات من الصخور من أجل تحليلها على الأرض، وستكون أول عينات على الإطلاق يجمعها البشر من كوكب آخر.

كانت وكالة ناسا أطلقت عدة رحلات فضائية خلال السنوات الماضية، للوصول إلى كوكب المريخ، والذي يعتقد العملماء بوجود حياة عليه قبل مليارات السنين، سعياً منهم لأن يصبح كوكبا بديلا للعيش فيه مثل كوكب الأرض.

وتعد برسفيرنس هي خامس مركبة تحطّ على سطح المريخ، وحطت أولى المركبات في 1997.

أهداف المهمة

قال المسؤول المساعد في المهمة كن ويليفورد إن وكالة ناسا لديها أدلة قوية على أنّ المريخ كان يضمّ حياة قبل مليارات السنين، مضيفا “السؤال هو: هل الحياة على الأرض هي بسبب خطأ ما أو ضربة حظ؟”.

ومن المقرّر البدء بسحب أولى للعينات من الكوكب الأحمر خلال موسم الصيف المقبل، ويمكن اعتماد مسارات عدة للحفر في أوساط مختلفة بينها خصوصا النهر والبحيرة القديمة والدلتا المشكّلة من النهر الذي كان يصب فيها، للتأكد من وجود حياة على الكوكب في السابق.

قالت مديرة علم الأحياء الفلكي في وكالة ناسا ماري فويتك، إن العلماء يبحثون عما يسمونه بآثار لحياة جرثومية “قد تتخذ أشكالا شتى”، بينها مثلا أشكال “كيميائية” أو “تغييرات في البيئة”.

يتمثل الهدف الآخر في الإعداد لمهام بشرية مستقبلية، من خلال تجربة إنتاج الأكسجين مباشرة في الموقع، بواسطة جهاز سميّ “موكسي”. ومن المفترض أن يكون هذا الجهاز، وهو بحجم بطارية سيارة، قادراً على إنتاج حوالى عشرة غرامات من الأكسجين في ساعة واحدة، من طريق امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي للمريخ، على غرار ما تفعل النباتات.

وبإنتاج الأكسجين سيمكّن مستوطنين بشريين مستقبلاً من التنفس، وسيُستخدَم كذلك كوقود.

ليست ناسا فقط

لا تعد وكالة ناسا الوحيدة التي تسعى للوصول إلى كوكب المريخ، فقد سعت الإمارات، والتي تعد أول دولة عربية، إلى الوصول للكوكب الأحمر عبر إطلاق مسبار الأمل.

انطلق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل)، من قاعدة تانيغاشيما الفضائية في اليابان، في مهمته بتاريخ 20 يوليو/ تموز 2020، وبلغت تكلفة رحلة المريخ 200 مليون دولار، وهي أقل تكلفة مقارنة بالبرامج المماثلة، بحسب تصريحات سابقة لوزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي محمد بن عبدالله القرقاوي.

يجمع مسبار الأمل أكثر من 1000 غيغابايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ، بحيث يتم إيداعها في مركز للبيانات العلمية في الإمارات من خلال عدة محطات استقبال أرضية منتشرة حول العالم.

أعلنت إدارة الفضاء الصينية، في 10 فبراير/شباط نجاح مسبار “تيانون-1” الفضائي في دخول مدار كوكب المريخ بعد أن قطع رحلة من الأرض استغرقت ستة شهور ونصف الشهر في أول مهمة مستقلة تنفذها الصين إلى الكوكب الأحمر.

المصدر : فوربس الشرق الاوسط

الوسوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى