جمعت منصة يسير (Yassir) المتخصصة في الخدمات حسب الطلب 150 مليون دولار من جولة تمويلية من الفئة (ب) بقيادة (BOND) مما رفع إجمالي تمويلها إلى 193.25 مليون دولار. وبالتأكيد هناك سبب لحرص المستثمرين على الاشتراك في تمويل (Yassir) حيث تعد التطبيق الوحيد في منطقة المغرب العربي: الجزائر والمغرب وتونس، الذي يقدم خدمات: النقل وتوصيل الطعام والبقالة، بالإضافة إلى خدمات الدفع، بما يمنحه ميزة كبيرة، مقارنة بالمنافسين في السوق.

المنافسة في سوق الخدمات حسب الطلب

بدأت (Careem) العمل في الجزائر، أكبر أسواق (Yassir) في عام 2019، عبر التركيز على خدمات النقل فقط، لكنها أوقفت عملياتها في صيف 2022، بينما لا تزال تنافس التطبيق في المغرب. كما أن التطبيق الفرنسي المتخصص في خدمات النقل (Heetch) لا يزال يعمل في أسواق (Yassir). لكن على صعيد خدمات توصيل الطعام والبقالة، تعد (Jumia Food) هي المنافس الرئيسي للتطبيق، حيث تنشط حاليًا في كل من الجزائر والمغرب وتونس والسنغال، كما تعد (Glovo) من المنافسين أيضًا في المغرب وتونس.

يقول طيبي: “سمحت لنا ميزة المحرك الأول ببناء الثقة”. ويضيف: “من الصعب على الوافدين الجدد التغلب على هذا الحاجز، لأن هناك لاعبًا قويًا للغاية”.

أما المستثمر الرئيسي (BOND) فهي من أكبر شركات رأس المال الجريء في وادي السيليكون، ولها استثمارات في العديد من الشركات الشهيرة، مثل (Facebook) و(Twitter) و(Snap) و(DoorDash) و(Uber) و(Airbnb).

يقول دايجون تشاي، الشريك العام في (BOND): “لقد برز (Yassir) كمنصة محببة للمستهلكين في منطقة تفتقر للخدمات إلى حد كبير، لا سيما مع تزايد المؤثرات الديموغرافية لعقود عدة”. ويؤكد: “إن نهج المنتج الموسع الذي يتبعه التطبيق، يخلق جودة خدمة عالية للعملاء، وكفاءات تشغيلية قوية، مما يؤسس لعمل دائم”.

ومن المستثمرين الآخرين في أحدث جولة تمويل للشركة الناشئة: (Capital DN) و(Dorsal Capital) و(Quiet Capital) و(Spike Ventures) و(Y Combinator).

بينما تتميز منطقة المغرب العربي بمدن ضخمة وذات كثافة سكانية عالية، لكن أنظمة النقل فيها قديمة. وعندما أسس طيبي (Yassir) لأول مرة مع شريكه في العمل مهدي يطو، لم تكن الخدمات عند الطلب متطورة مثل أسواق الشرق الأوسط الأخرى. على الرغم من ذلك، لاحظا أن الناس ينفقون بشكل كبير على النقل والطعام، وفي هذا فرصة سانحة للاستثمار.

إطلاق Yassir

أسس طيبى الحاصل على دكتوراه في الهندسة الكهربائية من جامعة ستانفورد بأميركا، مع زميله الجامعي يطو شركة (Yassir) أو “يسير” باللغة العربية، بوصفها منصة لطلب سيارات الأجرة، في أكتوبر/ تشرين الأول 2017. وعمدوا إلى تعيين مواهب هندسية من المنطقة، وتمويل أنفسهم في البداية. لكن لم يكن طيبي جديدًا على تأسيس الشركات الناشئة قبل (Yassir) فقد أسس سابقًا شركة (InSense) ومقرها أميركا، وشركة (Multidisciplinary Emerging Technologies).

حققت الشركة أرباحًا بعد 8 أشهر من إطلاقها التجاري، بفضل انخفاض نفقات التشغيل والمعيشة في المغرب العربي. وفي يوليو/ تموز 2018، جمعت الشركة 3.25 مليون دولار في جولة تمهيدية، تلتها جولة أولية بقيمة 10 ملايين دولار في أبريل/ نيسان 2020، ثم جولة تمويل من الفئة “أ” بقيمة 30 مليون دولار في أغسطس/ آب 2021.

التوسع في الخدمات

وبالتزامن مع جمع التمويلات، وسعت الشركة خدماتها. وفي عام 2019، أطلقت عملياتها في المغرب وتونس، وأطلقت خدمة توصيل الطعام في الوقت نفسه. وقد أصبح هذا القطاع منقذًا للشركة عندما تفشت الجائحة، وحولت قاعدة عملائها من خدمة النقل إلى توصيل الطعام.

وفي يناير/ كانون الثاني 2022، أطلقت الشركة خدمات توصيل البقالة، وتنوي الآن إطلاق خدمات المدفوعات، التي تشمل محفظة نقود عبر الهاتف يمكن من خلالها إتمام مدفوعات (p2p) والتجار أيضًا.

يقول طيبي: “تقدم منتجات الشركة نظامًا كاملًا أنشئ على نطاق واسع. إنه حقًا مثل مجمع خدمات على المستوى الإقليمي”. وتعمل اليوم في 6 بلدان و 45 مدينة، وحتى نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، كان لديها 8 ملايين مستخدم، و100 ألف سائق وساعٍ، و20 ألف تاجر على منصتها، مع خطط للنمو لـ3 أضعاف على الأقل في عام 2023.

وتعد (DN Capital) التي تتخذ من لندن مقرًا لها، أحد مستثمريها. يقول توماس روبنز، الشريك في (DN Capital) إننا نشهد بناء تطبيق فائق الفعالية لمنطقة شمال أفريقيا، التي تتميز بحيوية اقتصادية بالرغم من إهمالها غالبًا من قبل رأس المال الجريء.

يشرح روبنز قائلاً: “مع نمو الأعمال التجارية، كان التطور الأكثر إثارة هو قدرة (Yassir) على بيع خدمات متعددة عند الطلب إلى قاعدة المستخدمين المتفاعلين نفسها”. مضيفًا: “إذا كنت تعلم أن مستخدم خدمة توصيل الركاب سيصبح مع مرور الوقت أحد عملاء خدمات أخرى، مثل توصيل الطعام أو البقالة، فإنه يتيح لك الاستثمار بثقة أكبر في النمو”.

تقديم خدمات التكنولوجيا المالية

يُعد تقديم خدمات التكنولوجيا المالية للمستخدمين، مثل المدفوعات من نظير إلى نظير، والمدفوعات التجارية أيضًا فرصة كبيرة، حيث يعد قطاع المدفوعات الرقمية غير مستغل في هذه الأسواق.

وتعد إضافة الدفع إلى قائمة خدمات الشركة خطوة استراتيجية. لكن على الرغم من أن النقد لا يزال يتصدر المشهد في أفريقيا، إلا أن استطلاعًا أجرته شركة (McKinsey) يشير إلى أن سوق المدفوعات الإلكترونية المحلية في القارة سيشهد نموًا في الإيرادات يقارب %20 سنويًا لتصل إلى 40 مليار دولار بحلول عام 2025.

ومع العمل في الاقتصادات التي تعتمد على النقد بصورة كبيرة، يسمح التطبيق لعملائه باستخدام المحافظ كقنوات لشراء سلع أخرى خارج نظامه الخاص. وحسب المؤسس، فإن تحويل قاعدة عملاء

التطبيق إلى المدفوعات، كان أسهل بكثير من إنشاء قاعدة جديدة لأنشطة الدفع، لأنهم يثقون بالفعل في منتجات الشركة.

خطط التوسع

يخطط طيبي الآن لاستخدام التمويل الذي حصلت عليه الشركة مؤخرًا للتوسع بشكل أكبر، بما في ذلك داخليًا. ويكشف قائلاً: “نهدف إلى مضاعفة فرق الهندسة والمنتجات 4 مرات، لمواكبة طموحات منتجاتنا”. فيما لم يحدد المؤسس عن الجهة التي يخطط للتوسع فيها جغرافيًا، لكن هناك الكثير من الفرص. وتنتشر الشركات ذات نماذج الأعمال المشابهة، بما في ذلك تطبيق (Rappi) في أميركا اللاتينية، وتطبيقات مثل (Gojek) و(Grab) في جنوب شرق آسيا، بحيث تغطي نحو %10 من إجمالي نسبة السكان.

يؤكد يوسف سالم، المدير المالي لشركة (Swvl) بقوله: “مع استمرار التضخم في الارتفاع وانخفاض القوة الشرائية، هناك المزيد من الفرص لخيارات مشاركة الرحلات بأسعار معقولة، التي يمكن أن تقلل بشكل كبير من الكلفة التي يتحملها الركاب، مع الحفاظ على جودة التجربة والسلامة”. “وبالمثل، من جانب السائقين، مع انخفاض قوتهم الشرائية أيضًا، هناك المزيد من الفرص لتعزيز استخدام المركبات وتحقيق أرباح أعلى”.

يضيف طيبي: “هناك الكثير مما يجب تحقيقه في المنطقة التي نعمل فيها، وسنبدأ بالانطلاق قريبًا في الأسواق الكبيرة على المستوى الإقليمي..لن نتنازل أبدًا عن وحدتنا الاقتصادية السليمة، لتسريع نمونا”.