كيف تستغل شركات التكنولوجيا علاقاتها مع الشركات الصغيرة للدفاع عن سياساتها؟

عندما أرادت فيسبوك زيادة الضغط على أبل في وقت سابق من هذا العام للفوز في نزاع الإعلانات وخصوصية البيانات، أدخلت شبكة التواصل الاجتماعي بعض المستفيدين إلى المعركة.
في حملة إعلانية بارزة عبر الإنترنت، ظهر العديد من الشركات الصغيرة التي تناقش كيف أن قرار أبل بالسماح للمستخدمين بإيقاف جمع البيانات لن يؤدي فقط إلى إضعاف القيمة السوقية لشركة فيسبوك التي تبلغ تريليون دولار، بل سيضر بصغار المستثمرين أيضًا، ويحد من فاعلية إعلانات فيسبوك المستهدفة.
ك ان للحملة تأثير عميق، حيث حاولت تأكيد مدى خطورة الوضع الذي أصبحت عليه الشركات الصغيرة. تربط اثنتين على الأقل من الشركات الصغيرة المميزة وهما Morgan Miller Plumbing في غاردنفيو بولاية ميسوري، و Enlightened Marketing في وندسور بولاية كولورادو، علاقات عميقة مع فيسبوك، وهي جزء من استراتيجية الشركة التكنولوجية للضغط على أي تعديلات لا تناسبها، وفقًا لبحث جديد من المنظمة غير الحزبية “مشروع الشفافية التقنية”.
تقول مديرة مشروع الشفافية التقنية، كاتي بول: “إنهم يصورون ذلك على أنه محاولة لحرمان العديد من الأشخاص من مصدر رزقهم، وأن الأعمال الصغيرة تدعمهم”.
خلال الحملة الأخيرة، أفاد مؤسس Morgan Miller، جيف مورغان، في سيرته الذاتية الرسمية على موقع الويب الخاص بشركته أنه حصل على “شرف زيارة مقر فيسبوك لمشاركة الأفكار”. وفي الوقت نفسه، ينتمي مؤسس شركة Enlightened Marketing، جيريمي هوي، إلى مجلس الأعمال الصغيرة في فيسبوك، وهي مجموعة استشارية أنشأتها الشبكة الاجتماعية لمساعدتها على فهم عملائها من الشركات الصغيرة. علاوة على ذلك، يقول هوي، على موقع الويب الخاص بشركته، إنه زار أيضًا مقر فيسبوك عدة مرات، والتقى مدير عمليات الشركة، شيريل ساندبرغ، و”شارك في العديد من الاختبارات التجريبية”.
علاوة على ذلك، أشار الباحثون إلى أن كلًا من الرئيس التنفيذي لشركة Morgan Miller، ستيلا كروز، ومؤسس Enlightened Marketing، هوي، عضوان في مجلس إدارة “مجلس التجارة المتصل”. تعتبر مجموعة الضغط المؤيدة للأعمال الصغيرة، والمعروفة باسم “C3” أمازون وجوجل وسكوير شركاء رسميين؛ يقول متحدث باسم “C3” إن فيسبوك كانت ضمن الشركاء حتى وقت قريب.
لتوضيح الأمر، لا يوجد شيء غير قانوني في إطلاق حملات إعلانية تكتفي بالتركيز على أحد جوانب المشكلة فقط. يقول متحدث باسم فيسبوك: “لن يتخلى فيسبوك عن نحو 200 مليون شركة على منصتنا وسيواصل مساعدتهم على الوصول إلى عملاء جدد وخلق وظائف في مجتمعاتهم. جهودنا معروفة للجميع، بما في ذلك اللجوء إلى الشركات الصغيرة لتقديم الملاحظات والمشورة لنا. سنستمر في تقديم خدمات مجانية وإعلانات ميسورة التكلفة”.
تأسست “C3” في 2018 من قبل مدير العلاقات العامة السابق، جيك وارد، ولفترة وجيزة السكرتير الصحفي للسيناتور أولمبيا سنو، الجمهوري من ولاية مين. في الماضي، قدمت “C3” تعليقات من الشركات الصغيرة إلى لجنة التجارة الفيدرالية التي دعمت الأدوات الرقمية من شركات التكنولوجيا الكبيرة مثل المدفوعات الرقمية ومؤتمرات الفيديو؛ ونقلت شركات صغيرة أخرى إلى واشنطن للقاء المنظمين والموظفين التشريعيين؛ حيث جادلت ضد قضايا مكافحة الاحتكار الجديدة للحكومة ضد شركات التكنولوجيا الكبرى في بيانات تضمنت اقتباسات من الشركات الصغيرة تثني على تلك الشركات الكبيرة.
مجموعة “C3” ليست المؤسسة الوحيدة التي تركز على مساعدة شركات التكنولوجيا الكبيرة في الدفاع عن نفسها. مجموعة ضغط نشطة أخرى حددها مشروع الشفافية التقنية هي Small Business Roundtable، وهي منظمة مقرها واشنطن العاصمة أسسها ناشطان سياسيان ديموقراطيان، ريت باتل وجون ستانفورد. في مايو/أيار الماضي، اشتركت Small Business Roundtable وفيسبوك في إعداد تقرير بعنوان “حالة الأعمال الصغيرة”. استشهد التقرير بالنتائج المستخلصة من مسح شمل 68 ألف شركة صغيرة نشطة بالفعل على فيسبوك. أشار التقرير إلى أن الأدوات الرقمية كانت حاسمة في دعم الشركات الفاشلة. روجت ساندبرغ علنًا للتقرير في بيان صحافي ومن خلال مقالات الرأي، كما استخدمته الشركة أيضًا في حملات إعلانية مدفوعة عبر الإنترنت.
يقول مدير مشروع الشفافية التقنية، بول: “لدى شركات التكنولوجيا الكبيرة هذه المجموعة من الشركات الصغيرة التي يمكنها الاستفادة منها، وهي تعلم جيدًا مدى تأثيرها على القرارات السياسية في هذا الشأن”.