اخبار

جاد أنطون الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي في Huspy يكشف كيف تتوسع الشركة في سوق تكنولوجيا العقارات في المنطقة وخارجها

جاد أنطون الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي في Huspy يكشف كيف تتوسع الشركة في سوق تكنولوجيا العقارات في المنطقة وخارجها

في يونيو/ حزيران 2022، حققت شركة (Huspy) الناشئة لتكنولوجيا العقارات، إحدى أكبر الجولات التمويلية من الفئة (A) في الشرق الأوسط، حيث جمعت 37 مليون دولار من مستثمرين عالميين وإقليميين، مثل (Sequoia Capital India) و(Founders Fund) و(Fifth Wall) و(Chimera Capital) و(Breyer Capital) و(VentureFriends) و(COTU) و(VentureSouq) و(BY Venture Partners). وبحلول نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، جمعت الشركة أكثر من 45 مليون دولار.

أكبر فئة أصول في العالم

يعد ذلك إنجازًا جديرًا بالإشادة، نظرًا إلى أنها أطلقت قبل أقل من 3 أعوام فقط في الإمارات العربية المتحدة، خلال النصف الثاني من عام 2020، وفي خضم الجائحة العالمية وعمليات الإغلاق على الصعيد الوطني. لكن جاد أنطون، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة (Huspy) بدأ حينها العمل بالفعل على تطوير فكرته لرقمنة شراء العقارات.

يوضح أنطون: “تعد العقارات أكبر فئة أصول في العالم، وأكبر الأسواق حجمًا، لذا فإن الفرصة هائلة. لكن، في فئة الأصول هذه، ليس لدينا ما يعادل أمازون أو فيسبوك أو غوغل، رغم أن السوق متاحة بالفعل. ونعتقد أننا في وضع جيد لإنشاء قطاع جديد، على الأقل في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا”.

انتعش سوق العقارات في الإمارات العربية المتحدة خلال الأعوام الأخيرة الماضية. وفي القطاع السكني للدولة، أضيفت حوالي 6500 وحدة سكنية إلى رصيد دبي في الربع الثاني من عام 2022، وفقًا لشركة العقارات (JLL) بينما انتهى العمل على حوالي 1300 وحدة في أبوظبي. في حين لا يزال الطلب قوياً على العقارات السكنية الرئيسية، لا سيما في مشاريع الواجهة البحرية. وفي دبي، ارتفعت أسعار العقارات بنسبة %11 والإيجارات %19 في الربع الثاني من عام 2022 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021.

غير أن شركات التكنولوجيا العقارية ليست جديدة في المنطقة، فقد أطلقت منصة العقارات (propertyfinder.ae) في عام 2007 ومنصة (Bayut.com) في عام 2008. مع ذلك، وفقًا لأنطون، فإن المنافسين الحاليين لا يوفرون سوى خدمات إدراج الوحدات العقارية، أو خدمات الإعلانات المبوبة، وبذلك يعملون كمحرك بحث.

يوضح قائلاً: “في غالبية الأسواق، هناك شركات للإعلانات المبوبة، التي نسميها بوابات، وعادة ما توفر خدمة البحث عن العقار، بما يعد جزءًا لا يتعدى 5% من خطوات صفقة البيع الكاملة، التي تتم بعد ذلك بشكل مباشر بعيدًا عن الفضاء الإلكتروني”.

الحلول العقارية المتكاملة

وقد طورت شركة (Huspy) لتقديم الحلول العقارية المتكاملة، حيث يمكن للمشترين استخدام المنصة للعثور على العقارات التي يريدونها، وتمتد خدماتها لتشمل أيضًا الإجراءات الرسمية الأخرى، والأهم من ذلك، العثور على التمويل.

تتعاون (Huspy) مع البنوك وجهات التمويل العقاري، بحيث يمكن لمشتري المنازل العثور على عقار، وحساب حجم القرض الذي يمكنهم الحصول عليه، ثم الاطلاع على عروض القروض المصرفية التي تناسبهم والمخصصة لهم، وتقديم طلبات التمويل العقاري والمستندات ذات الصلة، والحصول على موافقة مسبقة، وذلك كله عبر الإنترنت.

يقول ساميت شيث، رئيس قسم التسليم الرقمي في الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة (JLL) :”شهدت شركات تكنولوجيا العقارات في الشرق الأوسط وأفريقيا بداية سريعة من خلال اعتماد واسع النطاق لحلول متنوعة، التي تعمل على تحسين العمليات ودمج البيانات المتباينة، وتحسين العمليات التجارية وتجربة المستخدم. ومع دخول شركات جديدة إلى السوق، نرى عملاء عبر قطاع العقارات يتبنون مجموعة واسعة من التكنولوجيا والحلول، لسد الفجوات وإضافة قيمة لتقنيات البناء التقليدية”.

لكن عملية الحصول على قرض لشراء منزل قد تكون معقدة ومكلفة في بعض الأحيان، مع استخدام محدود للتكنولوجيا. وغالبًا ما يعاني عملاء الشركات العقارية من مشكلات شائعة تشمل: نقص الخدمات، والافتقار إلى الوضوح، وضعف تجربة العملاء، وتكبد نفقات إضافية.

يقول أنطون: “لدينا إيمان راسخ بأن من يتحكم بتجربة العميل هو من سيفوز بسوق تكنولوجيا العقارات. لذا نهدف إلى بناء منصة متكاملة للمنظومة بأكملها”.

وخلال عامين فقط، تجاوز إجمالي قيمة العقارات التي تم بيعها عبر (Huspy) ملياري دولار، وفقًا للشريك المؤسس.

مسيرة أنطون

يتمتع أنطون (28 عامًا) بخبرة في مجال الشركات الناشئة والاستثمار. وقد نشأ في لبنان قبل انتقاله إلى أميركا لدراسة الاقتصاد التطبيقي في جامعة سان فرانسيسكو. وبعد تخرجه، انضم إلى شركة تعمل في مجال الرعاية الصحية. ثم بحلول عام 2018، قرر حينها التوسع أكثر في مجال الاستثمار.

في ذلك العام، انتقل إلى دبي للعمل لدى شركة (BECO Capital) إحدى شركات الاستثمار الرائدة في الشرق الأوسط، والتي استثمرت في أكبر شركات التكنولوجيا الناشئة في المنطقة، بما في ذلك كريم، وبروبرتي فايندر، وكيتوبي وسويفل، وفريشا ومكسب، مما منحه الفرصة لدراسة تطور شركات التكنولوجيا الناشئة. يقول: “إذا نظرت بشكل عام حول تأثير التكنولوجيا على القطاعات، تجد أن الأمر كان يعتمد على توظيفها مع الخدمات التي توفر أكبر عدد من المعاملات بأسعار مخفضة، ويشمل ذلك خدمات نقل الركاب، وتوصيل الطعام، ونحو ذلك. لكن مع مرور الوقت، انتقلت إلى الخدمات التي توفر عدد معاملات متوسطًا بأسعار معتدلة، مثل السيارات. ومؤخرًا، على مدى 4 أو 5 أعوام ماضية، انتقلت إلى الخدمات التي تشمل عدد معاملات منخفضًا لكن بأسعار عالية”.

في عام 2019، عاد أنطون إلى سان فرانسيسكو، حيث التقى خالد عشماوي، وهو مهندس برمجيات مصري أميركي، عمل مديرًا تقنيًا لدى أوبر لـ3 أعوام. وبفضل خبرته التقنية المناسبة فضلًا عن معرفته التجارية لإدارة الأعمال، أصبح الشريك المؤسس للمنصة مع أنطون.

إطلاق Huspy وجمع التمويل

أطلق المؤسسان شركة (Huspy) في مارس/ آذار 2020، وشرعا بجمع رأس المال، لكن حلت الجائحة. يتذكر أنطون قائلاً: “بدأنا العمل على الشركة قبل تنفيذ الإغلاق بفترة قصيرة، لذا كان هناك الكثير من الغموض حول مصير العالم بشكل عام. كما واجهنا بعض التحديات في تسجيل الشركة والحصول على التراخيص، نظرًا لأن كل شيء قد تم إغلاقه”.

ولجمع التمويل الأولي، تواصل أنطون بمعارفه في المجال. وكان أول مستثمر لديه أمير فرحة، الشريك المؤسس والشريك الإداري السابق في (BECO Capital). وقد شرع فرحة حينها بصندوقه الاستثماري الجديد (Champions Of The Underdog Ventures) وكان رئيس أنطون في (BECO) سابقًا.

يقول فرحة: “كان لدى جاد المقومات اللازمة ليكون مؤسسًا رائعًا منذ البداية. لقد عمل على تطوير رؤيته وبناء استراتيجية الشركة بعناية، وكان واسع الحيلة فيما يتعلق بإيجاد الفريق المؤسس وبنائه، كما كان مثابرًا عند التعامل مع البنوك في المراحل الأولى من إطلاق (Huspy). شكلت هذه المقومات جميعها، جنبًا إلى جنب مع السوق الهائلة والمتنامية والمتجزئة بشكل كبير، مزيجًا مثاليًا لبناء شركة مميزة”.

عقبات وتحيدات

تمثلت إحدى أكبر التحديات الأولى التي واجهت أنطون، في العثور على المنتج المناسب الذي يتوافق مع السوق. يوضح الرئيس التنفيذي: “لا يمكنك الاطمئنان حتى ترى الأشخاص يتدفقون إلى المنصة. لهذا فالحصول على المنتج المناسب للسوق تطلّب تطوير المنتج عدة مرات، لتبدأ دورة العمل بالتوسع بشكل رائع”.

بحلول أوائل عام 2022، سجلت الشركة نموًا بنسبة %20 على أساس شهري. وجمعت جولتها التمويلية من الفئة (A) مع فريق خبير، ونموذج أعمال قوي، كذلك تمكنت من جمع تمويل تجاوز ما استهدفته الشركة في البداية، بقيادة مجموعة من كبار المستثمرين العالميين. يضيف أنطون: “تمت تغطية الاكتتاب بما تجاوز المعروض في الجولة التمويلية من الفئة A)) وشعرنا بأننا محظوظون للغاية. أعتقد أن ما فعله الفريق خلال عام ونصف في تلك المرحلة يعد إنجازًا كبيرًا”.

نمو المنصة

وفضلًا عن تطور المنصة الطبيعي، والتمويل الذي حصلت عليه، نمت (Huspy) أيضًا عبر 3 عمليات استحواذ في عام 2022. ففي يناير/ كانون الثاني 2022، استحوذت على شركة (Home Matters) أحد أقدم شركات استشارات الرهن العقاري في الإمارات العربية المتحدة. ثم في أغسطس/ آب 2022، استحوذت على شركتي (Just Mortgages) و(Finance Lab) اللتين كانتا شريكتين مع (Huspy) فعلًا.

في حين لدى (Just Mortgages) خبرة تمتد إلى 15 عامًا في مجال الوساطة العقارية. كما تعمل (Finance Lab) في الاستشارات المالية المتخصصة في عمليات الإقراض، مع التركيز بشكل خاص على استشارات الرهون العقارية والمعاملات العقارية في الإمارات العربية المتحدة.

تطور سوق تكنولوجيا العقارات

يقول شيث من شركة (JLL): “لا تزال التكنولوجيا العقارية في مراحلها الأولى من دورة التبني، ولا يزال هناك الكثير من الفرص للتوسع على مدى الأعوام المقبلة، حيث يتم تبني التكنولوجيا في جميع أنحاء السوق بالاعتماد على الإنفاق الرأسمالي المتوقع على المشاريع الضخمة والعملاقة في المنطقة”.

ويشكل دمج هذه الشركات معًا تحديًا للمؤسسين، نظرًا لأن 3 صفقات الاستحواذ كانت لشركات أقدم بكثير من (Huspy). لذا فهي عملية معقدة تشمل إدارة علاقات العملاء (CRM) والبيانات والمنتجات والعمليات.

يقول أنطون: “بالاعتماد على حجم الاستحواذ، يكون علينا إما الإسراع في تنفيذ الدمج، أو التحرك بشكل أبطأ قليلاً، على النحو الأمثل، حتى لا نفقد القيمة. لكن في النهاية، ستعمل كل شركة نستحوذ عليها تحت مظلة العلامة التجارية (Huspy) وتحت العمليات التكنولوجية في الشركة”.

توسع Huspy في المنطقة وخارجها

فيما تتوسع (Huspy) جغرافيًا خارج منطقة الشرق الأوسط، مع التركيز على أوروبا. ففي عام 2022، أطلقت الشركة منصتها في إسبانيا. ورغم وجود أسواق أكبر يمكنها التوسع إليها، جذبت إسبانيا تركيز الشركة نظرًا لحجم السوق المحتملة، وحقيقة أن العملاء هناك لا يزالوا يواجهون العديد من المشكلات فيما يتعلق بشراء المنازل والتمويل العقاري.

يوضح بقوله: “رحلة شراء المنازل ليست سلسة في جميع أنحاء العالم. حيث تبدأ البحث على موقع للإعلانات المبوبة أو بوابة للبحث عن العقارات، ثم تتم الصفقة بشكل مباشر بعيدًا عن الإنترنت. هدفنا هو بناء منصة حيث يمكن لأي شخص العثور على عقار، وتحديد موعد لزيارة المكان، والحصول على قرض عقاري وإتمام الصفقة، وكل ذلك عبر مكان واحد فقط”.

بعد أن عمل موظفًا ومستثمرًا ومؤسسًا، ولكونه قد جمع ملايين الدولارات من رؤوس الأموال، ثم توسع بالشركة عالميًا، وهو لم يبلغ الـ30 عامًا، يهدف أنطون اليوم إلى جعلها شركة رائدة في مجال تكنولوجيا العقارات المتكاملة على مستوى العالم، لتكون مثل أمازون، لكن في قطاع العقارات. يؤكد: “أحب (Huspy) وأعتقد أنها تسهم في حل إحدى أصعب المشكلات في العالم”.

المصدر : فوربس الشرق الاوسط

الوسوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى