اخبار

السعودية والإمارات تقودان الدول العربية في السباق إلى الفضاء

أطلقت الإمارات 21 قمرا صناعيا حول الأرض هم Yahsat-1B، وYahsat-1A وThuraya 3 وThuraya 2 وNayif-1 و MeznSat وKhalifaSat وFalconEye-2 وDubaiSat-2 وAl Yah-3، بحسب مؤسسة UCS في يناير/كانون الثاني الماضي، فيما وصل هذا الشهر القمر الصناعي “دي إم سات-1″، القمر البيئي النانومتري الأول من نوعه، إلى مداره حول الأرض، وتم إطلاق ظبي سات في فبراير/شباط الماضي.

يستهدف القمر الأخير جمع وتحليل البيانات البيئية التي تشمل جودة الهواء وقياس نسبة التلوث والغازات الدفيئة، والتغيرات الموسمية في توزيعها وكثافتها، بغرض تحليلها للاستفادة منها في وضع خطط مكافحة التلوث والاحتباس الحراري، والوصول إلى فهم علمي دقيق لكيفية تحسين جودة الهواء في الإمارات.

تقع الأقمار الصناعية التابعة لدولة الإمارات على مدارين رئيسيين هما المدار الثابت بالنسبة إلى الأرض والمدار الأرضي المنخفض، وتغطي وتزود الخدمات في أكثر من 140 دولة، ويقوم مشغلون رئيسيون بإدارتها هم شركة الثريا للاتصالات الفضائية، شركة الياه للاتصالات الفضائية، مركز محمد بن راشد للفضاء، بحسب هيئة تنظيم الاتصالات الإماراتية TRA.

تولى الإمارات أهمية كبرى لمشروعات الفضاء ضمن استراتيجية محلية لتطوير القطاع وزيادة حجم الاستثمار فيه على الرغم من الظروف الاستثنائية التي تسبب بها فيروس كورونا، وفقا لرؤية الإمارات2021 ومئوية 2071،

يتجاوز حجم استثمارات الإمارات في قطاع الفضاء 22 مليار درهم أي 6 مليارات دولار، وبذلك يعد قطاع الفضاء الإماراتي الأكبر على مستوى المنطقة، من حيث الاستثمارات وحجم المشاريع، فضلًا عن عدد الشركات التي تشتغل بالقطاع.

أصبحت الإمارات أول دولة عربية تنجح في استكشاف الكواكب الأخرى، مع إطلاق “مسبار الأمل” الإماراتي لاستكشاف المريخ في 20 يوليو/تموز الماضي كما أصبحت عضوًا في نادي مستكشفي المريخ الذي يضم سبع دول فقط على مستوى العالم.

أعلنت الإمارات في 29 سبتمبر/أيلول مشروعًا لاستكشاف القمر، يمثل أول مهمة عربية علمية لاستكشاف القمر، يشمل تطوير وإطلاق أول مستكشف إماراتي للقمر تحت اسم راشد، وتعد الإمارات رابع دولة في العالم تشارك في مهام استكشاف القمر لأغراض علمية بعد الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين.

تؤهل صناعة الفضاء اقتصاد الإمارات – ومنها مشروع مسبار الأمل- بنوعيات توظيف جديدة تعمل في صناعة إعلام الأقمار الصناعية، وتصنيع أجهزة وتطبيقات الملاحة، والبحوث الفضائية التجارية، وتصنيع الأقمار الصناعية الصغيرة، إضافة إلى تعدين الفضاء الذي تُقدر قيمته المحتملة بأكثر من 100 تريليون دولار، علما بأن قيمة القطاع على الأرض تبلغ نحو 1.7 تريليون دولار، بحسب وكالة الإمارات الرسمية “وام”.

انضمت الإمارات إلى اتفاق أرتميس لتكون ضمن الدول الأوائل التي توقع على هذا الاتفاق في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي يهدف إلى تعزيز التعاون الفضائي عالمياً، حسبما أعلنت وكالة الإمارات للفضاء على موقعها الرسمي.

مبادرات السعودية

استطاعت السعودية إطلاق 16 قمرًا صناعيًا إلى الفضاء بين أعوام 2000 و 2019. الصورة من واس.

أطلقت جامعة الملك سعود، مؤخرا، القمر الصناعي المكعب CubeSat من قاعدة بايكونور في كازاخستان على متن الصاروخ الروسي “Soyouz2″، وبذلك يرتفع عدد الأقمار الصناعية التي أطلقتها السعودية إلى الفضاء إلى 18 قمرا صناعيا، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.

وكانت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية قد أعلنت هذا الأسبوع عن إطلاق القمر الصناعي السعودي الـ 17 ” شاهين سات “في إطار تعزيز جهود المملكة نحو تعزيز مشروعات قطاع الفضاء.

يختص القمر الصناعي الأخير “شاهين سات”بتصوير الأرض وتتبع السفن من المدارات المنخفضة وذلك من قاعدة بايكونور في كازاخستان على متن الصاروخ الروسي “سيوز 2″.

واستطاعت السعودية إطلاق 16 قمرًا صناعيًا إلى الفضاء بين أعوام 2000 و 2019، منهم” SGS1″ الذي أطلِق في 6 فبراير/شباط 2019 حاملًا توقيع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد الذي كتب عليه عبارة “فوق هام السحب”.

نفذت السعودية تجارب علمية في الفضاء بالتعاون مع وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، وجامعة ستانفورد على متن القمر “سعودي سات 4″، وشاركت في مهمة استكشاف القمر “تشانق أي 4” بالتعاون مع وكالة الفضاء الصينية عام 2018 في مهمة نادرة لاستكشاف الجانب غير المرئي من القمر.

وتمكنت المملكة من تسجيل اسمها كأول دولة عربية تشارك في رحلة الفضاء ديسكفري 1985، وتقوم السعودية حاليا بمبادرات لتطوير أدائها العلمي بما يواكب برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية كأحد برامج رؤية المملكة 2030.

بلغت ميزانية الفضاء في الولايات المتحدة وروسيا 0.2% من الناتج المحلي لكل منهما في 2019، تلتها كل من فرنسا والسعودية بنسبة 0.1%، فيما تعتبر السعودية من بين أفضل المستثمرين في الفضاء كحصة من الناتج المحلي الإجمالي، حيث بلغت ميزانيتها مليار دولار أميركي في عام 2019، بحسب OECD.

مشروعات الدول العربية

رئيس تونس قيس سعيد يتابع إطلاق بلاده أول قمر صناعي لها على الإطلاق هذا الشهر. الصورة من حسابه الرسمي على تويتر

أرسلت تونس قمرها الصناعي الأول إلى الفضاء تحدي 1 من قاعدة بايكونورعلى متن المركبة الفضائيّة سويوز2 قبل أيام، ولدى العراق قمر وحيد هو TIGRISat، كما تمتلك الأردن قمرا صناعيا وحيدا هو JYISat، يتم تشغيله بواسطة مؤسسة ولي العهد الأردنية.

لدى المغرب قمرين صناعيين هما Mohammed VI-A وMohammed VI-B وتشغل القمر الصناعي Maroc Tubsat بالتعاون مع ألمانيا.

فيما تمتلك الجزائر 5 أقمار صناعية هي Alcomsat، وAlsat-2B، وAlsat-1B، و AlSat-1N، و Alsat-2A، يتم تشغيلها جميعا من خلال وكالة الفضاء الجزائرية ASAL.

تستعد مصر لإطلاق قمر النانوسات البيئي في 2022 والذي يستهدف دراسة التغير المناخي وتأثيره على نسب انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بالإضافة إلى قمر آخر لأغراض التطبيقات الزراعية والبحث عن المياه الجوفية، وبناء منظومة مراقبة الحدود خلال العام المقبل.

تشغلمصر حاليا 5 أقمار صناعية هي EgyptSat-A وNARSSCUBE-1 وNARSSCUBE-2 و Nilesat 201 وTIBA-1، بحسب UCS.

أطلقت مصر القمر الصناعي “طيبه -1” في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019، وهو ما مثل خطوة مهمة في تنفيذ إستراتيجية 2030 للتنمية المستدامة، حيث يعد هو أول قمر صناعي مصري للاتصالات فى الموقع المداري 35.5 درجة شرقاً في الحيز الترددي (Ka) بهدف تعزيز البنية التحتية لخدمات الاتصالات، لدعم القطاعين الحكومي والتجاري داخل البلاد وعدد من الدول العربية وحوض النيل .

تقوم مصر بالتعاون مع الصين لاستكمال الأعمال الإنشائية لمركز تجميع وتكامل واختبار الأقمار الصناعية التي توقفت بسبب جائحة كورونا، حيث تم إنشاء مركز تجميع وتكامل واختبار الأقمار الصناعية على مساحة (5000 م2 بالمدينة الفضائية، وهو يهدف إلى تجميع واختبار أقمار الاستشعار عن بعد بوزن يصل إلى 750 كغم وطاقة تجميع لعدد 2 قمر صناعي في نفس الوقت.

الشركات وكوفيد-19

يستطيع معظم الشركات العاملة في قطاع الفضاء التأقلم مع التحديات الناتجة عن كوفيد-19، فيما لا يزال عدد كبير منها يعاني من الأزمة، حيث أدى كوفيد-19 إلى إبطاء عمليات تسليم المنتجات بالنسبة لشركات الكبيرة، بسبب تدابير التباعد الاجتماعي وتأخيرات سلاسل التوريد، مع تأثيرات محدودة فقط على الإيرادات.

تركزت الآثار السلبية بين الموردين الأصغر، حيث يعتمد الكثير منهم على عقود من الشركات الكبرى.

في استطلاع حديث لشركات قطاع الفضاء في المملكة المتحدة ، ذكر 20% من الشركات التي استطلعت آرائها أنها تعرضت لأضرار اقتصادية كبيرة أو خطيرة، فيما أكد 63% أنهم تعرضوا لبعض التأثير، بينما أفاد 18% بأن تأثروا بشكل ضئيل.

تعتبر توقعات شركات الفضاء على المدى المتوسط أكثر تشاؤما، حيث أن القيود المفروضة على السفر والتجمعات الكبيرة تجعل من الصعب إنشاء أعمال جديدة في القطاع كما تتزايد المخاوف بشأن العقود الحكومية المستقبلية.

توقع نحو 66% من شركات الفضاء التي شملتها دراسة استقصائية أجرتها الرابطة الكورية لتكنولوجيا الفضاء آثارًا سلبية لكوفيد-19 على القطاع، فيما رجح 42% من الشركات استعادة الأعمال في النصف الأول من عام 2021، على الرغم من أن 22% كانوا قلقين بشأن الأعمال المستقبلية.

زادت أهمية قطاع الفضاء الاقتصادية على مدار العقد الماضي، بحسب OECD مشيرة إلى أم أكثر من 80 دولة لديها الآن برامج فضائية، مع العديد من بعثات استكشاف الفضاء وتطوير التكنولوجيا ورصد الأرض.

ينظر إلى هذا القطاع على أنه محرك للابتكار والنمو في الاقتصاد الأوسع، وتظل الاستثمارات الحكومية مهمة لدعم البنية التحتية الفضائية العامة والعلوم والبحث والتطوير، وتمثل المخصصات العامة للبحث والتطوير المتعلقة بأنشطة الفضاء المدنية حوالي 7% من إجمالي الإنفاق الحكومي على البحث والتطوير في منطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

المصدر : فوربس الشرق الاوسط

الوسوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى